الـسـيـدة علا عـوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، تستعرض أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين
بعد 68 عام على النكبة تضاعف الفلسطينيون 9 مرات، وإسرائيل تسيطر على أكثر من 85%
من أرض فلسطين التاريخية
استعرضت السيدة علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، من خلال الأرقام والحقائق والمعطيات التاريخية والحالية من النواحي الجغرافية والديمغرافية والاقتصادية أوضاع الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين والذي يصادف الخامس عشر من أيار، وذلك على النحو الآتي
النكبة: تطهير عرقي وإحلال سكاني
مصطلح نكبة يعبر في العادة عن الكوارث الناجمة عن الظروف والعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، بينما نكبة فلسطين كانت عملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه، حيث جاءت نتاجاً لمخططات عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول، فقد عبرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في عام 1967 عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقاءهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.
وتشير البيانات الموثقة أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
الواقع الديمغرافي: بعد 68 عام على النكبة تضاعف الفلسطينيون 9 مرات
قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2015 بحوالي 12.4 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 8.9 مرة منذ أحداث نكبة 1948. وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2015 حوالي 6.2 مليون نسمة، ومن المتوقع ان يبلغ عددهم نحو 7.1 مليون وذلك بحلول نهاية عام 2020 وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً.
وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 42.8% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2015، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من يناير للعام 2015، حوالي 5.59 مليون لاجئ فلسطيني. يعيش حوالي 28.7% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا. كما قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين يقدر عددهم في الذكرى الثامنة والستون للنكبة حوالي 1.5 مليون نسمة نهاية عام 2015 بنسبة جنس بلغت حوالي 102.2 ذكرا لكل مائة أنثى، ووفقا للبيانات المتوفرة حول الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل للعام 2014 بلغت نسبة الأفراد أقل من 15 سنة حوالي 34.8% من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل 4.2% منهم تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر، مما يشير إلى أن هذا المجتمع فتيا كامتداد طبيعي للمجتمع الفلسطيني عامة.
كما قدر عدد السكان في فلسطين بحوالي 4.8 مليون نسمة في نهاية عام 2015 منهم 2.9 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.9 مليون في قطاع غزة. من جانب آخر بلغ عدد السكان في محافظة القدس حوالي 423 ألف نسمة في نهاية العام 2015، منهم حوالي 62.1% يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة والذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967 (J1). وتعتبر الخصوبة في فلسطين مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكلية للفترة (2011-2013) في فلسطين 4.1 مولود، بواقع 3.7 في الضفة الغربية و4.5 في قطاع غزة.
الكثافة السكانية: نكبة فلسطين حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان
بلغت الكثافة السكانية في فلسطين في نهاية العام 2015 حوالي 789 فرد/ كم2 بواقع 513 فرد/كم2 في الضفة الغربية و5,070 فرد/كم2 في قطاع غزة، أما في إسرائيل فبلغت الكثافة السكانية في نهاية العام 2015 حوالي 391 فرد/كم2 من العرب واليهود.
المستعمرات: الغالبية العظمى من المستعمرين يقيمون في القدس بغرض تهويدها
بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2014 في الضفة الغربية 413 موقع، منها 150 مستعمرة و119 بؤرة استعمارية، إلى ذلك صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في العام 2015 على بناء أكثر من 4,500 وحدة سكنية في محافظات الضفة الغربية عدا تلك التي تمت المصادقة عليها في القدس، في الوقت الذي لا تسمح فيه سلطات الاحتلال للفلسطينيين من البناء وتضع كافة العراقيل الأمر الذي يشدد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين خاصة في القدس والمناطق المسماة (ج) والتي تزيد مساحتها عن 60% من مساحة الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع والذي عزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية، أما فيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 599,901 مستعمراً نهاية العام 2014، ويتضح من البيانات أن حوالي 48% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 286,997 مستعمراً منهم 210,420 مستعمراً في القدس J1 (ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية عام 1967)، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني.
اليهود يسيطرون على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية
تستغل اسرائيل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، ولم يتبقى للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة الأراضي، وبلغت نسبة الفلسطينيون 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، وقد اقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500م على طول الحدود الشرقية للقطاع وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، كما تسيطر اسرائيل على اكثر من 90% من مساحة غور الأردن والذي يشكل ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.
الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على 85% من المياه المتدفقة من الأحواض الجوفية
يعاني الشعب الفلسطيني كغيره من شعوب المنطقة العربية من ندرة المياه ومحدودية مصادرها، الا ان الوضع المائي الفلسطيني يتصف بخصوصية تختلف عن باقي دول العالم والمتمثل بوجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على معظم مصادر المياه الموجودة ويحرم الفلسطينيين من حقهم في الوصول إلى مصادر المياه وفي الحصول على مصادر بديلة، حيث يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على 85% من المياه المتدفقة من الأحواض الجوفية، مما يجبر الفلسطينيين إلى شراء المياه من شركة المياه الاسرائيلية "ميكروت", حيث وصلت كمية المياه المشتراه 63.5 مليون م3عام 2014. كما يسيطر الاحتلال الاسرائيلي على معظم الموارد المائية المتجددة في فلسطين والبالغة نحو 750 مليون م3 سنويا, ولا يحصل الفلسطينيون سوى على نحو 110 ملايين م3 من الموارد المتاحة, علما أن حصة الفلسطينيين من الأحواض الجوفية حسب اتفافية أوسلو هي 118 مليون م3 وكان من المفترض أن تصبح هذه الكمية 200 مليون م3 بحلول العام 2000 لو تم تنفيذ الاتفاقية المرحلية.
بلغت حصة الفرد الفلسطيني في الضفة الغربية من المياه المستهلكة في القطاع المنزلي 79.1 لتر/فرد/يوم عام 2014. فيما بلغت حصة الفرد للعام 2014 في قطاع غزة 79.7 لتر/فرد/يوم مقارنة مع 91.3 لتر/فرد/يوم 2013، ويعود الانخفاض بشكل رئيسي لتقليص كميات الضخ من الآبار الجوفية بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مع الاخذ بعين الاعتبار ان ما يزيد عن 97% من مياه قطاع غزة لا تنطبق عليها معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب، وهي من حيث الكمية أقل من الحد الأدنى الذي توصي به المنظمة ذاتها وهو (100 لتر/فرد/يوم) كحد ادنى
الشهداء: النضال المستمر لتحرير الأرض وبناء الدولة
بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,243 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2015، ويشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدو في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة. تلاه العام 2009 حيث سقط 1,219 شهيداً، فيما استشهد 306 شهداء خلال العام 2012، منهم 15 في الضفة الغربية و291 شهيد في قطاع غزة، منهم 189 شهيد سقطوا خلال العدوان على قطاع غزة في تشرين ثاني 2012، بينما استشهد 181 شهيداً خلال العام 2015 من بينهم 155 من الضفة الغربية و26 من قطاع غزة.
الأسرى
تشير بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ عام 1967 وحتى مطلع نيسان/ابريل 2016 حوالي مليون فلسطيني، طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، ما يزيد عن 95 ألف حالة اعتقال منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، وحاليا يبلغ عدد المعتقلين في السجون ومراكز التوقيف الإسرائيلية حوالي سبعة آلاف أسير، منهم 68 أسيرة، وأكثر من 400 طفل، و750 معتقلاً إدارياً و500 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة). وتشير البيانات الى أن اسرائيل اعتقلت (6,830) أسيراً خلال العام 2015، منهم (2,179) طفلاً و(225) أسيرة. كما ويشار الى أن إسرائيل اعتقلت نحو ألفي فلسطيني منذ بداية العام الحالي.
القدس 2015: تهويد ممنهج
في الوقت الذي تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، تقوم بالمصادقة على تراخيص بناء ألاف الوحدات السكنية في المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس، وقد صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في العام 2015 على بناء أكثر من 12,600 وحدة سكنية في المستعمرات الاسرائيلية في القدس الشرقية بالإضافة الى المصادقة على بناء أكثر من 2,500 غرفة فندقية، كما صادقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على تغيير أسماء الشوارع في البلدة القديمة وتسميتها بأسماء عبرية لفرض الطابع الاحتلالي عليها وذلك ضمن سياسة ممنهجة لتغيير الطابع الديموغرافي وطمس المعالم التاريخية والجغرافية لمدينة القدس، كما قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدم نحو 152 مبنى فلسطيني (مساكن ومنشآت) وتوزيع مئات أوامر بالهدم لمباني أخرى، أضف إلى ذلك ما قامت به سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتجريف 546 دونم من أراضي الفلسطينيين في تجمعي العيسوية ومخيم شعفاط لإقامة حديقة قومية لليهود ومكب للنفايات.
الواقع الصحي: نمو الموارد البشرية الصحية ما زال متدني
أشارت بيانات العام 2014 إلى أن معدل الأطباء البشريين المسجلين لدى نقابة الأطباء لكل 1,000 من السكان في الضفة الغربية قد بلغ 1.3 طبيباً، فيما بلغ هذا المعدل في قطاع غزة 2.2 طبيباً لكل 1,000 من السكان، من جانب آخر فان هناك 2.1 ممرض/ة لكل 1,000 من السكان في الضفة الغربية في العام 2014، و4.1 ممرض/ة لكل 1,000 من السكان في قطاع غزة لنفس العام. من جانب آخر، أشارت البيانات المتوفرة للعام 2014 أن عدد المستشفيات العاملة في فلسطين بلغ 80 مشفىً، بواقع 50 مشفىً في الضفة الغربية و30 مشفىً في قطاع غزة، موزعةً على النحو الآتي: 26 مشفىً حكومي، و34 مشفىً غير حكومي، و16 مشفىً خاص، و3 مشافىٍ عسكرية ومشفىً واحداً تابعاً لوكالة الغوث. في حين بلغ عدد الأَسِرَّة 5,939 سريراً بمعدل 1.3 سرير لكل 1,000 مواطن، موزعةً بواقع 3,502 سريراً في الضفة الغربية و2,437 سريراً في قطاع غزة. كما أشارت البيانات إلى أن عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية للعام 2014 بلغ 604 مراكز في الضفة الغربية و163 مركزاً في قطاع غزة.
المباني: هدم للمساكن والمنشآت
ما تزال اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة على الفلسطينيين، من حيث مصادرة الأراضي وهدم المساكن والمنشآت وتهجير قاطنيها، حيث تم في العام 2015 مصادرة 6,386 دونم من أراضي الفلسطينيين في مختلف محافظات الضفة الغربية، وأن الاحتلال هدم 645 مسكنا ومنشأة أدت إلى تهجير وإلحاق الضرر بـ 2,180 فردا، منهم 1,108 أطفال في محافظات الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهددت بهدم 780 مسكنا ومنشأة أخرى، في الوقت الذي تزداد فيه حاجة الأسر الفلسطينية للوحدات السكنية، حيث أفادت معطيات مسح ظروف السكن 2015، أن حوالي 61% من الأسر في فلسطين تحتاج إلى بناء وحدات سكنية جديدة خلال العقد القادم (وحدة سكنية واحدة أو أكثر).
البيئة: تدهور مستمر
يتعمد الاحتلال الاسرائيلي الاضرار بالبيئة الفلسطينية بشكل مباشر عبر المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث تقوم هذه المستعمرات بضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه العادمة في الأودية والأراضي الزراعية الفلسطينية، حيث بلغت كمية المياه العادمة التي تضخها المستعمرات الاسرائيلية حوالي 40 مليون متر مكعب سنوياً، في حين أن كمية ما ينتجه المواطنون الفلسطينيون من المياه العادمة في الضفة الغربية بلغت حوالي 34 مليون متر مكعب، أي أن المستعمر الاسرائيلي ينتج أكثر من خمسة أضعاف ما ينتجه الفرد الفلسطيني من المياه العادمة، وعلى الرغم أن 90% من مساكن المستعمرات متصلة بشبكات صرف صحي، إلا أن نسبة ما يعالج منها لا تتجاوز 10% من كمية المياه العادمة المنتجة، فيما يتم التخلص من باقي كمية المياه العادمة في الأودية الفلسطينية، كما تقوم سلطات الاحتلال بمنع إقامة محطات تنقية للتجمعات الفلسطينية، بالإضافة إلى تخصيص أراضي فلسطينية في غور الأردن كمكبات للنفايات يتم فيها التخلص من مياه الصرف الصحي للمستعمرات الإسرائيلية وكمكبات للنفايات الصلبة الناتجة عن المناطق الصناعية في المستعمرات الإسرائيلية، الأمر الذي يؤدي إلى دمار بيئي هائل يتمثل في إتلاف المحاصيل الزراعية وتلوث المياه الجوفية وإحداث أضرار بالثروة الحيوانية والتنوع الحيوي، أضف الى ذلك قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف وحرق أكثر من 15,300 شجرة للمزارعين الفلسطينيين وذلك خلال العام 2015.
السياحة: احتكار إسرائيلي
من أبرز أهداف الاحتلال الإسرائيلي طمس المعالم الحضارية والثقافية التاريخية الفلسطينية، وتدمير الآثار والكنوز الوطنية التي تشكل عماداً ومعلماً لأقدم الحضارات في العالم على أرض فلسطين، حيث يقع ما نسبته 53% من المواقع الأثرية في فلسطين في المنطقة المسماة "ج، حيث تمنع إسرائيل أية أعمال تنقيب أو ترميم أو تهيئة لتلك المواقع لتكون مراكز سياحية جاذبة للزوار الوافدين والمحليين، أما بقية المعالم والمواقع التاريخية الواقعة تحت السيادة الفلسطينية، فهي أيضاً لم تسلم من احتكار واستئثار الشركات والمكاتب السياحية الإسرائيلية بمجموعات الزوار الوافدين، والتحكم بمسارات زياراتهم لتلك المواقع كما يحددها الإدلاء السياحيين التابعين للشركات الاسرائيلية، خاصة زوار كنيسة المهد في بيت لحم وجبل قرنطل في أريحا (زوار اليوم الواحد) حيث يكون ترتيب اقاماتهم في الفنادق داخل اسرائيل، مما يحرم الاقتصاد الفلسطيني أكثر من 75% من عوائد تقديم الخدمات السياحية اللازمة لهؤلاء الزوار.
سوق العمل 2015
بلغت نسبة القوى العاملة المشاركة في فلسطين 45.8% خلال العام 2015 (46.1% بين اللاجئين و45.6% لغير اللاجئين)، حيث بلغت نسبة المشاركة في الضفة الغربية 46.1% (46.8% بين اللاجئين و45.8% لغير اللاجئين) و45.3% في قطاع غزة
(45.5% بين اللاجئين و45.0% لغير اللاجئين). أما فيما يتعلق بالبطالة خلال العام 2015 فقد بلغت نسبتها في فلسطين 25.9% (32.3% بين اللاجئين و21.4% لغير اللاجئين)، حيث بلغت نسبة البطالة 17.3% في الضفة الغربية (18.7% بين اللاجئين و16.8% لغير اللاجئين) و41.0% في قطاع غزة (41.8% بين اللاجئين و39.4% لغير اللاجئين).
الواقع التعليمي
أظهرت البيانات الأولية للتعليم للعام الدراسي 2015/2016، بأن عدد المدارس في فلسطين بلغ 2,897 مدرسة (بواقع 2,193 مدرسة في الضفة الغربية و704 مدراس في قطاع غزة)، منها 2,135 مدرسة حكومية، و353 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و409 مدارس خاصة. وبلغ عدد الطلبة في المدارس ما يزيد على 1.20 مليون طالب وطالبة، (حوالي 596 ألف ذكر، 604 آلاف أنثى)، منهم 697 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية، و503 آلاف طالب وطالبة في قطاع غزة. ويتوزع الطلبة بواقع 788 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية، و299 ألف طالب وطالبة في مدارس وكالة الغوث الدولية، و113 ألف طالب وطالبة في المدارس الخاصة.
أما فيما يتعلق بالخصائص التعليمية لأفراد المجتمع الفلسطيني فقد بلغت نسبة الأمية للأفراد 15 سنة فأكثر 3.3% في العام 2015، وتتفاوت هذه النسبة بشكل ملحوظ بين الذكور والإناث، فبلغت بين الذكور 1.5% و5.1% للإناث، فيما بلغت نسبة الأمية للاجئين الفلسطينيين خلال عام 2015 للأفراد 15 سنة فأكثر 2.9% مقارنة مع 3.6% لغير اللاجئين". وفيما يتعلق بالتعليم العالي فقد بلغ عدد الجامعات التقليدية 14 جامعة في فلسطين للعام الدراسي 2014/2015، منها 5 جامعات في قطاع غزة، و9 جامعات في الضفة الغربية. فيما بلغ عدد الكليات التي تمنح درجة البكالوريوس 18 كلية جامعية، موزعة على النحو الآتي 6 كليات جامعية في قطاع غزة، و12 كليات جامعية في الضفة الغربية. أما التعليم المفتوح فيوجد جامعة واحدة لها 15 مركز في الضفة الغربية و5 مراكز في قطاع غزة، في حين بلغ عدد كليات المجتمع المتوسطة 20 كلية، منها 13 كلية في الضفة الغربية و7 كليات في قطاع غزة.
مؤشر غلاء المعيشة في فلسطين عام 2015
بلغ معدل غلاء المعيشة في فلسطين 1.43% خلال العام 2015 مقارنة مع متوسط عام 2014، بواقع 1.77% في قطاع غزة، وبنسبة 1.29% في الضفة الغربية، وبنسبة 0.33% في القدس J1 (ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية عام1967)، فيما كانت نسبة الارتفاع للعام 2015 مقارنة مع سنة الأساس 2010 في فلسطين 10.99%، بواقع 14.02% في القدس J1، وبنسبة 13.89% في الضفة الغربية، وبنسبة 4.97% في قطاع غزة.
التبادل التجاري: قيود مفروضة على المعابر وصادرات فلسطينية محدودة جداً مع العالم الخارجي
تشير البيانات إلى زيادة في قيمة الواردات والصادرات الفلسطينية لعام 2014 مقارنة مع عام 2013. وقد بلغ إجمالي قيمة الواردات السلعية لعام 2014 حوالي 5.68 مليار دولار أمريكي بزيادة مقدارها 10.1% مقارنة مع عام 2013. كما بلغت قيمة الصادرات السلعية حوالي 943.7 مليون دولار أمريكي خلال عام 2014 بزيادة مقدارها 4.8% مقارنة مع عام 2013، وعليه فقد سجل الميزان التجاري السلعي عجزاً بقيمة حوالي 4.74 مليار دولار أمريكي خلال عام 2014 بزيادة مقدارها 11.2% مقارنة مع عام 2013. أما من حيث التصدير إلى العالم الخارجي فقد تم تصدير 12.7% فقط من إجمالي الصادرات الفلسطينية إلى العالم الخارجي أما باقي الصادرات والتي تبلغ نسبتها 87.3% فكانت إلى إسرائيل، وذلك بسبب القيود المفروضة على تصدير المنتجات الفلسطينية إلى العالم الخارجي وخاصة من قطاع غزة، وبلغت قيمة الصادرات السلعية من قطاع غزة حوالي 6.4 مليون دولار أمريكي خلال عام 2014.