الإحصاء الفلسطيني يصدر بياناً صحفياً بمناسبة يوم البيئة العالمي

تحت شعار "أرض واحدة فقط"

 

خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1972 الخامس من حزيران من كل عام يوما عالميا للبيئة ليكون آلية أساسية للأمم المتحدة لتشجيع الوعي العالمي والعمل من أجل البيئة. ولم ينفك هذا اليوم في التنامي مع مرور الأعوام ليصبح منبراً عالمياً للتوعية العامة تحتفل به الأطراف المعنية في أكثر من 190 دولة على نطاق واسع. سيتم الاحتفال بيوم البيئة العالمي لعام 2022 تحت شعار لا نملك سوى أرض واحدة، داعياً إلى تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة. لا نملك سوى هذا الكوكب فهو موطننا الوحيد، وعلينا حماية موارده المحدودة.

 

ولتحقيق شعار يوم البيئة العالمي، لا بد اولا من الاحاطة بالاوضاع البيئية وفهم التحديات والمخاطر التي تواجه الارض التي نحن بصدد حمايتها، فرغم كون فلسطين منطقة جغرافية صغيرة المساحة، الا ان هناك تباين كبير في التضاريس والمناخ، الأمر الذي انعكس على توزيع وتنوع الأنماط والنظم البيئية الحيوية والزراعية والجغرافية.

 

الحفاظ على الارض عن طريق الزراعة

ان الحفاظ على الارض عن طريق الزراعة يتمثل بزيادة مساحة الغابات والاراضي المزروعة، فحسب النتائج الاولية للتعداد الزراعي لعام 2021، بلغت المساحة المزروعة في الحيازات الزراعية 1,138.5 مليون دونم، أي ما نسبته 18.9% من المساحة الكلية لفلسطين.

 

ووفق بيانات وزارة الزراعة، من المتوقع ان تبلغ الزيادة في مساحة الاراضي المزروعة السنوية 7,666 دونم خلال العام 2022، من خلال برامج الاستصلاح والتأهيل ومشاريع التخضير الامر الذي يساهم في تحسين واقع النظام البيئي ويساهم في استعادته والحد من تدهوره. 

 

هذا ومن المخطط زيادة مساحة الاراضي الزراعية المروية سنوياً من المياه العادمة المعالجة بما يقدر بــــ 1,800 دونم خلال العام 2022 حسب ما افادت به بيانات وزارة الزراعة.

 

المساحة المتوقع زيادتها في كل سنة في الاراضي الزراعية المروية من المياه العادمة المعالجة

 حسب السنة (بالدونم)

 

الانتهاكات الاسرائيلية للأراضي الزراعية

على الرغم من الاجراءات الفلسطينية المتمثلة بالنهوض بالواقع البيئي وتحسينه، الا ان اجراءات الاحتلال الاسرائيلي والمتمثلة بمصادرة الأراضي الفلسطينية وتجريفها لإقامة المستوطنات والمعسكرات تحول دون ذلك، حيث مثلت المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، ناهيك عن حرق المحاصيل والاشجار وتدمير الأراضي الفلسطينية من اجل شق الطرق الالتفافية وإقامة جدار الفصل العنصري، حيث قامت سلطات الاحتلال عام 2021 باقتلاع وتدمير وحرق نحو 19 ألف شجرة، و30 عملية تجريف وحرق لأراضي المواطنين، اضافة لاستغلال المستعمرين الاسرائيليين حوالي 120 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين للزراعة.

 

تفيد بيانات سلطة المياه الفلسطينية ان كمية المياه المعالجة في الضفة الغربية بلغت خلال العام 2020 حوالي 12.4 مليون متر مكعب، ويتوقع زيادة هذه النسبة خلال العام 2023 الى 25% من كمية المياه العادمة المنتجة من خلال انشاء محطات معالجة المياه العادمة وتحسين كفاءة المحطات الموجودة حاليا.

هذا وبلغت كمية المياه العادمة المعاد استخدامها لنفس العام حوالي 2.3 مليون متر مكعب.

 

الانتهاكات الاسرائيلية للبيئة الفلسطينية

تشير بيانات سلطة جودة البيئة انه خلال الاعوام الثلاثة السابقة ولغاية العام 2021، تم ضبط 67 حالة تهريب نفايات صلبة وسائلة وخطرة، تمثلت بشاحنات تحمل نفايات صلبة قادمة من المناطق الإسرائيلية، وصهاريج نضح نفايات سائلة، بالاضافة الى النفايات الكيميائية واطارات السيارات المستعملة والبلاستيك وغيرها من النفايات الخطرة. 

 

وقد تركزت عمليات التهريب هذه في محافظات الخليل بواقع 13 حالة، و12 حالة في نابلس، و11 حالة في رام الله، و8 حالات في قلقيلية، فبما توزعت باقي الحالات على بقية المحافظات.  ومن الجدير ذكره ان عملية تهريب النفايات الخطرة الى الاراضي الفلسطينية تتم في المناطق المصنفة ج والتي تقع ضمن سيطرة الاحتلال الاسرائيلي.

 

قطاع النفايات

ان الادارة الفاعلة لقطاع النفايات تساهم بشكل ملموس في الحفاظ على الارض واستعادة التوازن للنظام البيئي ومن اجل هذه الغاية اولت الجهات المختصة اهمية لهذا القطاع من ناحية الطمر الصحي للنفايات واعادة التدوير والمعالجة.

 

قدرت كمية النفايات الصلبة التي تم انتاجها 1.91 مليون طن عام 2021.  تشير بيانات وزارة الحكم المحلي ان نسبة النفايات الصلبة التي يتم طمرها بشكل صحي من إجمالي النفايات المنتجة بلغت خلال العام 2022 حوالي 99% ومن المتوقع وصول هذه النسبة الى 100% خلال العام 2023. هذا ويتم الطمر في 6 مكبات صحية في فلسطين (4 بالضفة الغربية و2 بقطاع غزة).

 

 اما بخصوص نسبة النفايات الخطرة التي تتم معالجتها من اجمالي النفايات المنتجة فقد بلغت خلال العام 2022 حسب بيانات سلطة جودة البيئة 7%، ومن المتوقع وصول هذه النسبة الى 10% مع حلول العام 2023.

 

 

نسبة النفايات الخطرة المتوقع معالجتها من اجمالي النفايات المنتجة حسب السنة

 

 

الانبعاثات

بلغت كمية المنبعثات الوطنية 4,879.62 (بالألف طن مكافئ من غاز (CO2 في فلسطين عام 2019، في حين بلغ نصيب الفرد من الانبعاثات 1.04 طن مكافئ من غاز CO2 لنفس العام. 

 

قطاع التنوع الحيوي

تميز الجغرافيا والجيولوجيا الفريدة من نوعها فلسطين تنوعها الحيوي مقارنة بالدول المجاورة لها حيث تمتاز البيئة الفلسطينية بالتنوع الحيوي الغني من حيث النباتات والحيوانات البرية، حيث بلغت مساحة الاراضي المصنفة كغابات 111 ألف دونم عام 2020 مقارنة ب 320 ألف دونم عام 1970، ويعود السبب في ذلك الى اقامة المستوطنات والقواعد العسكرية.  كما بلغت مساحة الأراضي المصنفة كحراج حوالي 320 ألف دونم من مجموع المحميات الطبيعية والبالغ عددها في فلسطين 51 منطقة محمية تمثل ما مساحته 515 كم²، أي حوالي 9٪ من مساحة دولة فلسطين.

 

ان الوعي العام بأهمية الحفاظ على البيئة يعتبر مطلب ضروري من خلال الحد من الصيد والرعي الجائر والتوسع العمراني وإنشاء المصانع مثل مناشير الحجر والكسارات والمحاجر، وما ينجم عنها من تلوث. إضافة الى النشاطات الزراعية التي تتمثل بالاستخدام الزائد للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية التي تؤدي الى تلويث التربة، وتهديد التنوع الحيوي.