الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية يصدران بياناً صحفياً مشتركاً
بمناسبة يوم المياه العالمي، 22/03/2024
أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية بيانًا صحفيًا مشتركًا بمناسبة يوم المياه العالمي والذي يصادف 22 آذار، والذي جاء هذا العام تحت شعار "المياه من أجل السلام"، فحسب ما جاء في بيان هيئة الأمم المتحدة للمياه فان المياه قد ترسي السلام أو تشعل فتيل النزاع، فعندما تكون المياه شحيحة أو ملوثة، أو عندما يفتقر الناس إلى الفرص المتكافئة للحصول على المياه أو تنعدم فرص حصولهم عليها، فإن التوترات قد تتصاعد بين المجتمعات والبلدان، وفي فلسطين استخدم الاحتلال الإسرائيلي المياه كسلاح موجة ضد الشعب الفلسطينيى وخصوصا منذ بدء عدوان أكتوبر 2023 حيث قامت بقطع المياه بشكل كامل عن قطاع غزة.
كل شخص من سكان قطاع غزة بالكاد يستطيع الوصول إلى ما بين 3-15 لتر من المياه يومياً خلال عدوان الاحتلال الاسرائيلي
يعاني قطاع غزة من أزمة حادة في الحصول على المياه، حيث أنه وفي ظل الظروف الطبيعية في فترة ما قبل عدوان أكتوبر 2023، كان معدل استهلاك الفرد من المياه في القطاع يقدر بحوالي 84.6 لتر/فرد/يوم خلال العام 2022، ومع اندلاع العدوان، أشارت التقديرات إلى أن سكان قطاع غزة يكاد يستطيعون الوصول الى ما بين 3-15 لتر/فرد/يوم فقط وذلك حسب تقديرات سلطة المياه الفلسطينية، كما أن كميات المياه التي تصل المواطن تتباين بشكل كبير حسب الموقع الجغرافي والمياه المزودة والدمار الحاصل في البنية التحتية وعمليات النزوح المستمرة، حيث أن الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة يقدر بنحو 15 لتر للفرد في اليوم، ويُقدر اجمالي المياه المتوفرة حالياً بحوالي 10-20% من مجمل المياه المتاحة في قطاع غزة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، ومن الجدير ذكره هنا أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي خلف آثاراً كارثية على البنية التحتية للمياه، وشبكات المياه ومصادر إمدادات المياه بشكل عام، حيـث تـم تدميـر حوالـي 40% مـن شـبكات الميـاه فـي قطاع غزة وتعطلــت المضحــات الرئيســية بســبب القصــف أو بســبب نفــاد الوقــود.
الوصول الآمن والمستدام إلى المياه في قطاع غزة محدوداً للغاية وبالغالب معدوماً
تشير البيانات الى ان 4% فقط من سكان قطاع غزة كان لديهم وصول إلى مياه مدارة بشكل آمن وخالية من التلوث في فترة ما قبل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، اما في ظل العدوان الحالي على قطاع غزة، وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه ومحطات الضخ وتشغيل الابار، فإن السكان بالكاد يحصلون على مياه للشرب وبمجملها تكون غير آمنة، حيث أنه لا يتوفر سوى محطة تحلية مياه واحدة تعمل بقدرة تشغيلية تبلغ 5% ومحطتان متوقفتان عن العمل بشكل كلي بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود في القطاع.
76% من المياه المتاحة مصدرها المياه الجوفية
تعتمد فلسطين بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية والسطحية، والتي تبلغ نسبتها 75.7% من مجمل المياه المتاحة. وقد بلغت كمية المياه التي تم ضخها من آبار الأحواض الجوفية (الحوض الشرقي، والحوض الغربي، والحوض الشمالي الشرقي) في الضفة الغربية للعام 2022 نحو 116.6 ملايين م3.
ويعود السبب الرئيسي للضعف في استخدام المياه السطحية الى سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مياه نهر الأردن، وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967 والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب.
نسبة المياه الجوفية والسطحية المستخرجة من المياه المتاحة في فلسطين، 2017-2022
22% من المياه المتاحة في فلسطين يتم شراؤها من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت"
أدت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الى الحد من قدرة الفلسطينيين على استغلال مواردهم الطبيعية وخصوصا المياه وإجبارهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت"، حيث وصلت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي 98.8 مليون م3 عام 2022، والتي تشكل ما نسبته 22% من كمية المياه المتاحة التي بلغت 445.7 مليون م3، منها 38.8 مليون م3 مياه متدفقة من الينابيع الفلسطينية، و298.5 مليون م3 مياه يتم ضخها من الآبار الجوفية، و9.6 ملايين م3 مياه شرب محلاة وتشكل 2.2% من المياه المتاحة.
وحول نوعية المياه المتاحة للفلسطينيين فقد بلغت كميات المياه الملوثة وتصنف غير صالحة للاستخدام الآدمي 211 مليون م3 من مجموع المياه المتاحة للفلسطينيين معظمها في قطاع غزة مقابل 234.7 مليون م3 صالحة للاستخدام الآدمي والتي تشمل المياه المشتراة والمحلاة.
9.6 ملايين م3 مياه شرب محلاة
وفق بيانات سلطة المياه فقد بدأت فلسطين بإنتاج كميات من المياه المحلاة وصلت الى 9.6 ملايين م3 في العام 2022 نتيجة تشغيل محطات تحلية محدودة الكمية في قطاع غزة، حيث من المتوقع زيادة انتاج هذه الكميات بشكل كبير في الأعوام القادمة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.
مؤشرات مختارة لإحصاءات المياه في فلسطين، 2020-2022
الكمية بالمليون م3
2022 |
2021 |
2020 |
المؤشر |
445.7 |
438.4 |
448.4 |
كمية المياه المتاحة سنويًا |
298.5 |
297.8 |
299.1 |
كمية الضخ السنوية من الآبار الجوفية |
38.8 |
37.0 |
53.3 |
كمية التدفق السنوي لمياه الينابيع |
98.8 |
96.1 |
90.3 |
كمية المياه المشتراة من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت" ( للاستخدام المنزلي) |
9.6 |
7.5 |
5.7 |
مياه شرب محلاة |
250.8 |
250.7 |
232.6 |
كمية المياه المزودة للقطاع المنزلي |
أكثر من 97% من نوعية المياه التي يتم ضخها من الحوض الساحلي لا تتوافق
مع معايير منظمة الصحة العالمية
بلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 189.4 مليون م3 خلال العام 2022، وتعتبر هذه الكمية ضخاً جائراً بسبب الحاجة للمياه وعدم توفر مصدر مياه آخر، حيث يتجاوز الضخ السنوي القدرة التخزينية للحوض الساحلي من المياه المتجددة والتي تقدر ب 50-60 مليون م3 في السنة، الأمر الذي أدى إلى نضوب مخزون المياه ونزول مستوى المياه الجوفية إلى ما دون مستوى 19 متراً تحت مستوى سطح البحر، مما أدى إلى تداخل مياه البحر، وترشيح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية.معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي من المياه اقل من المعدل الموصى به عالميا وهو في تناقص
خلال العام 2022، بلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي 85.7 لتراً من المياه، (86.4 لتراً في اليوم في الضفة الغربية، مقابل 84.6 لتراً في قطاع غزة)، واذا ما أخذنا بالاعتبار نسبة التلوث العالية للمياه في قطاع غزة، واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه العذبة ستنخفض إلى 20.5 لتراً فقط في اليوم، وعند مقارنة هذا المعدل باستهلاك الفرد الإسرائيلي نلاحظ أن معدل استهلاك الفرد الإسرائيلي يزيد بثلاثة أضعاف الفرد الفلسطيني إذ بلغت حصة الفرد الاسرائيلي نحو 300 لتر في اليوم، ويتضاعف هذا المعدل للمستعمرين الإسرائيليين إلى أكثر من 7 أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني.
وحول حصة الفرد من المياه حسب المحافظة فإن تحقيق العدالة في التوزيع بين التجمعات السكانية أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها دولة فلسطين نتيجة الاحتلال الاسرائيلي وسيطرته على الأراضي الفلسطينية، والذي يحد من إمكانية تطوير نظام مائي متكامل على مستوى الوطن. ومن الجدير ذكره أنه ما زال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية البالغ 100 لتر في اليوم، وذلك نتيجة سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على أكثر من 85% من المصادر المائية الفلسطينية.
ملاحظة: البيانات الواردة في البيان الصحفي لا تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967.