free hit counters
الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني | يوم البيئة العالمي ، 05/06/2024

الإحصاء الفلسطيني وسلطة جودة البيئة يصدران بياناً صحفياً

بمناسبة يوم البيئة العالمي، 05/06/2024

 

"عدوان الاحتلال الاسرائيلي خلق بيئة غير صالحة للحياة في قطاع غزة"

 

منذ عام 1973، يحتفل العالم في الخامس من حزيران بيوم البيئة العالمي تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بهدف زيادة الوعي حول القضايا البيئية الحرجة مثل تغير المناخ والتلوث الكيميائي المتزايد باضطراد على هذا الكوكب، وتعزيز التدابير لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ويأتي الاحتفال لهذا العام تحت شعار "مكافحة التصحر، وإصلاح الأراضي، وبناء القدرة على الصمود في وجه الجفاف".

 

بينما يحتفل العالم بيوم البيئة العالمي لهذا العام، تواجه فلسطين استنزافاً لمقدراتها البشرية والطبيعية بسبب العدوان المستمر منذ أكثر من سبعة عقود، وتجلت تداعيات هذه الغطرسة بالعدوان الاسرائيلي الهمجي الأخير منذ السابع من أكتوبر، حيث التدمير العشوائي للكل الفلسطيني، واستخدام كافة انواع الاسلحة بغية تدمير كافة مناحي الحياة والممتلكات بما فيها المكونات البيئية، اذ أن إلقاء الآلاف الأطنان من المواد المتفجرة والسامة يسبب تلوثاً كبيراً للتربة والمياه والهواء، مما يؤثر بشكل سلبي على النظم الإيكولوجية والصحة العامة، ويعرضها للتهديد، إضافة إلى ذلك، فإن تدمير المرافق البيئية من محطات لمعالجة المياه العادمة ومحطات تحلية المياه يُعيق قدرة المجتمع على الصمود وعلى إدارة الموارد المائية، مما يُفاقم من خطر الجفاف ونقص المياه النقية والصالحة للشرب، ويهدد الأمن الغذائي.

 

وعلاوة على ذلك، فإن حرق الأراضي الزراعية وتدفق المياه العادمة القادمة من المستعمرات الإسرائيلية، وتهريب النفايات الخطرة للأراضي الفلسطينية يُلحق ضرراً وتلوثاً ودماراً هائلاً بالقطاع الزراعي، ويُعيق الإنتاج الزراعي، ويصعب من تأمين الغذاء والموارد الزراعية الأساسية.

 

فلسطين تعاني من ضغط مستمر على مصادر المياه المتاحة

تعتمد فلسطين بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية والسطحية، وتبلغ نسبتها 75.7% من مجمل المياه المتاحة، ويعود السبب الرئيسي في ضعف استخدام المياه السطحية إلى سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على مياه نهر الأردن.

وفي ظل العداون الاسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، يقدر إجمالي المياه المتوفرة في قطاع غزة بنحو 10-20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، حيث تم تدمير 350 كم من أصل 700 كم من شبكات المياه أي حوالي 50%، و9 خزانات مياه من أصل 10 خزانات رئيسية[i]، مما ترك السكان غير قادرين على الحصول على المياه النظيفة، حيث تعمل محطتي  تحلية مياه  بقدرة لا تتجاوز ال 20% من قدرتهما التشغيلية مما يفاقم خطورة الوضع، كما أن حوالي 83% من آبار المياه الجوفية في قطاع غزة متوقفة عن العمل حالياً. اذ أن زيادة الضغط على مصادر المياه المتاحة يؤدي حتماً إلى استنزافها وبالتالي المعاناة من ظاهرة الجفاف.

 

التدمير، وشح الوقود... يخرجان جميع محطات وانظمة معالجة المياه العادمة في قطاع غزة عن العمل

منذ السابع من أكتوبر من العام 2023، أدى التدمير الشامل للبنية التحتية في قطاع غزة وشح الوقود إلى تعطيل جميع محطات وأنظمة معالجة المياه العادمة، والتي تشمل ست محطات، وتوقف حوالي 65 مضخة للصرف الصحي، وتدمير حوالي 70 كم من شبكات الصرف الصحي، ونتيجة لذلك، يتم التخلص من مياه الصرف الصحي، والتي تقدر بحوالي 130,000 متر مكعب يومياً، دون معالجة، إما الى البحر أو في وادي غزة، بينما يتسرب جزء كبير منها الى الشوارع والطرقات، وأحياناً داخل المنازل بسبب تدمير أنابيب الصرف الصحي أو انسدادها[ii]. كما تشكلت برك في ساحات خيم النازحين، مما وفر بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض.

 

 جبال من أطنان النفايات والركام في شوارع غزة ومراكز الإيواء... تهدد بحدوث كوارث صحية وبيئية.

منذ العدوان الاسرائيلي وكميات النفايات الصلبة تتراكم يوماً بعد يوم بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال طواقم البلدية من الوصول للمكبات الرئيسة في القطاع بالإضافة إلى تعرُّض سيارات جمع النفايات وحاوياتها للتلف والضرر، وتدمير الشوارع الذي أوقف حركة النقل، وهو ما جعل التعامل مع هذه الكميات الهائلة صعباً، فضلاً عن غياب إمكانات التخلص منها، حيث تم تدمير حوالي 100 مركبة وآلية لجمع ودفن النفايات، كما أن تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشير إلى أن ما لا يقل عن 270,000 طن من النفايات (بواقع 170,000 طن في الجنوب، و 100,000 طن في الشمال)[iii] قد تراكمت في مواقع المكبات المؤقتة التي أنشأتها البلديات مؤخراً على مقربة من المناطق السكنية بسبب عدم وجود خيارات قابلة للتنفيذ، حيث لا تجد هذه النفايات طريقاً الى مكبات النفايات الصحية، سوى الحرق او التراكم.

 

قدرت نسبة جمع النفايات في قطاع غزة قبل العدوان بحوالي 98% والتي كان يتم إرسالها الى مكبات النفايات، حيث يوجد في القطاع مكبين صحيين: مكب جحر الديك  يخدم محافظات غزة وشمال قطاع غزة، فيما يخدم مكب الفخاري جنوب ووسط القطاع، وفي الوقت الحالي لا تجد هذه النفايات الصلبة طريقاً الى مكبات النفايات الصحية، سوى الحرق او التراكم او إرسال جزء منها الى مكبات عشوائية.

 

ومع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فإن ذلك يؤدي إلى تفاقم تأثير تراكم النفايات، حيث انتشرت الحشرات والقوارض، والتي تزيد من معاناة النازحين في القطاع، والمتمثلة في زيادة مخاطر الأمراض والتهديدات الصحية؛ فتحلُّل هذه النفايات يطلق غازات ضارة، كالميثان وثاني أكسيد الكربون، وهو ما يلوث الهواء ويسبب روائح كريهة وانتشار الأمراض المعدية لآلاف المواطنين، سيما الكبد الوبائي والأمراض الجلدية، علاوة على ذلك، ما يسببه من تلويث للأراضي الزراعية وطبقة المياه الجوفية حيث تتسرب الملوثات إلى التربة.

 

كما أن هذا العدوان نتج عنه كميات كبيرة من الركام والطمم، حيث قدر إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة إلى 37 مليون طن (بسبب تدمير نحو 89 ألف مبنى حتى اللحظة بشكل كلي او جزئي) وهذا الرقم يتصاعد يومياً.

 

حوالي 51% من الأراضي الزراعية تضررت في محافظة خانيونس

يعد التصحر من أخطر المشاكل التي تتعرض لها البيئة الفلسطينية، ومن أهم الاسباب التي تؤدي لزيادة نسبة التصحر في فلسطين الممارسات الاجرامية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأرض والمياه والمتمثلة بحرق وتجريف الأراضي الزراعية ومصادرتها.

 

وقد اظهرت نتائج تقارير سابقة خاصة بالتصحر والمقدمة لسكرتارية اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر ان فلسطين تعاني من تدهور الاراضي بنسبة 14.9% و25.9% في العامين 2018 و2022 على التوالي، اما نسبة الأراضي المتأثرة بالجفاف فكانت 35.2% للأعوام 2016-2019.

 

وبناءً على الصور الجوية والتي من خلالها تم اجراء تقييم للأضرار الزراعية الناتجة عن العدوان على قطاع غزة والذي أجرته يونستات والمتمثلة في تجريف الأراضي ونشاط المركبات الثقيلة إضافة الى القصف المستمر حتى تاريخ 23-04-2024، فقد أشارت البيانات إلى أن 46% من المساحات الزراعية في قطاع غزة قد تضررت، وقد كان الضرر المباشر والأكبر في محافظات خانيونس حيث أن الضرر قد طال 51% من المساحات الزراعية فيها، فيما بلغ الضرر حوالي 48% من الاراضي الزراعية في محافظة شمال غزة.

 

نسبة الأراضي الزراعية المتضررة جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة حسب المحافظة حتى تاريخ 21/04/2024

% الأراضي الزراعية المتضررة

المحافظة

47.7

شمال غزة

40.8

غزة

40.4

دير البلح

51.2

خانيونس

43.0

رفح

45.5

قطاع غزة

 

الاستيطان الإسرائيلي.. جرح عميق في جسد البيئة الفلسطينية

يُلقي الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين ظلاله القاتمة على مختلف مناحي الحياة، بما في ذلك البيئة، فمنذ عام 1967، عملت إسرائيل على مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستعمرات عليها، واقامة جدار الفصل العنصري، ممّا أدى إلى تدمير ممنهج للبيئة الفلسطينية وتشويهها.

 

وشملت أبرز مظاهر التدمير البيئي الناجم عن الاستيطان بالاستيلاء على الاراضي الزراعية، وتدمير الموارد المائية، حيث تسيطر إسرائيل على مصادر المياه في الضفة الغربية، ممّا يُؤدّي إلى حرمان الفلسطينيين من الحصول على المياه اللازمة لشربهم ولريّ أراضيهم. فيما تنفث المستعمرات سموم مصانعها على المواطنين الفلسطينيين، حيث قدر حجم المنبعثات الصادرة عن المستعمرات في الضفة الغربية بـ 6.040 مليون طن مكافئ ثاني اكسيد الكربون[iv]، وهذا الرقم يفوق ما تصدره فلسطين والذي قدر بحوالي 5.260 مليون طن مكافئ ثاني اكسيد الكربون سنوياً وذلك خلال العام 2021.

 

 ناهيك عن كميات المياه العادمة الناتجة عن هذه المستعمرات، والتي يتم التخلص منها في الأراضي الزراعية الفلسطينية والأودية، حيث قدرت بحوالي 35 مليون من 50 مستعمرة[v] وذلك خلال العام 2021، والذي يؤدي الى تلويث الاراضي الزراعية ومصادر المياه الجوفية.

 

تدمير مكونات التنوع البيولوجي

أن العدوان الإسرائيلي المستمر دمر مكونات التنوع البيولوجي في قطاع غزة من خلال التدمير الشامل للبيئة الطبيعية ومكونات التنوع البيولوجي من تنوع نباتي وحيواني على اليابسة وفي عرض البحر المحاذي للقطاع وتدمير موائل الحيوانات البرية وتجريف الأراضي، وتلويث المياه والتربة والهواء وتحويل الأراضي إلى جبال من النفايات.


وفي الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، نشهد تدميراً متعمداً للموارد الطبيعية والبيئية، وتجريف الأراضي والحرائق المتعمدة للغابات والأراضي الزراعية، وإلقاء النفايات والمخلفات الصناعية وتلويث المياه والتربة والهواء، وانشاء المستعمرات الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري.

 

جهود مستمرة في تخضير فلسطين..

قامت وزارة الزراعة بتنفيذ العديد من الأنشطة في مجال تخضير فلسطين وذلك خلال الفترة الزمنية 2019-2024، حيث تم انشاء 34 حديقة مجتمعية و24 محمية رعوية، كما تم توزيع حوالي مليوني شتلة على المزارعين وإنشاء مشتل واحد خلال نفس الفترة الزمنية.

 

فيما بلغت مساحة الأراضي التي تم استصلاحها خلال الفترة الزمنية 2019- 2024 من خلال مشاريع تم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الزراعة 10,378 دونماً، فيما تم تأهيل 14,821 دونماً من الأراضي. 

 

وبما يخص قطاع الطرق الزراعية، فقد بلغت أطوالها والتي تم شقها خلال نفس الفترة الزمنية 1,047 كم، بينما بلغت أطوال الطرق التي تم تأهيلها 361 كم.

 



*المصادر:

[i] مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة في فلسطين

[ii] https://www.palestine-studies.org/ar/node/1654921

[iii] https://www.ochaopt.org/ar/content/hostilities-gaza-strip-and-israel-flash-update-164

ivسلطة جودة البيئة ،2023. تقرير حالة البيئة في دولة فلسطين .2023

v دراسة نفذتها منظمة Premiere Urgence                                                                               

Close
Close